• بالعلمِ ترتقي الأممُ (بقلم المقدم طلال السعودي)
  • 27/09/2020


    قال الله تعالى ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)) سورة الزمر (9).

     و عن أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "طلَبُ العِلْمِ فَريضةٌ على كلِّ مُسلِمٍ" رواه ابن ماجه

    وقال الشاعر أحمد شوقي:

    العلم يبني بيوتا لا عماد لها                                    والجهل يهدم بيت العز والكرم .

    العلم وسيلة التطور والتقدم، وأساس رقي ونمو المجتمعات والناس، وبه تتحرر العقول من جهلها، وتصبح الحياة أكثر رفاهية وسهولة، فالعلم أنجز الكثير من المخترعات التي سهلت حياة البشرية، وجعلتها أكثر مرونة، كما جعل العلم من العالم قرية صغيرة، بفضل الاختراعات الكثيرة، من وسائط النقل الحديثة، ووسائل الاتصالات، كالهواتف والانترنت .

    كما أحدث العلم ثورة تكنولوجية عظيمة، حتى أصبحت السيارات والطائرات والقطارات، والمباني الشاهقة، والسفن الفضائية، مثالاً شاهداً على التطور العلمي الكبير .

     وعلى صعيد الأدب والثقافة، فقد كان للعلم دورُ فاعلُ في تطور القصائد والروايات والقصص، وجعلها في قمة الروعة والإتقان، وتم حفظ سيرة آلاف الشعراء والأدباء، لتتعلم منه الأجيال فدراسة الأدب جزءُ لا يتجزأ من العلم الذي تتطور فيه الثقافة، ويساهم في رقي الشعوب .

    لا شك أن العلم أحد مقومات الحياة؛ فهو ضرورة من ضرورياته كالمأكل والمشرب والنوم وغيرها، وهو العمود الأساسي في تطور المجتمع، وإنتاج وسائل يستطيع الإنسان من خلالها مواكبة العصور المزدهرة، وتنشئة مستقبل مشرق له ولعائلته وان العلم يتلخص في قسمين: العلم التاريخي، وهو العلم الذي يستمده الشخص ويتناقله عبر الأجيال، والعلم المعاصر، وهو العلم الحديث والضروري لبلوغ غاية هذه الحياة، ولمعرفة مدى تطوراتها، ومسايرة العالم لكي يستطيع الإنسان العيش فيه.

      إن أهمية العلم لا تتوقف على تحصيل المعلومات فقط؛ بل تتعدى إلى ما بعد ذلك ، فالعلم نور كما يُقال، ونور الله لا يُؤتى لعاصٍ، فهو شعلة الأمم ونورها الذي يُضيء الكون، فهو يصنع الحياة الكريمة الراقية، وأساس للنهضة ، وتحضر الشعوب، وبالعلم فقط نستطيع أن نقضي على الأمية والفقر والجهل، وبالعلم يستطيع الإنسان كسر الحواجز، والتخلص من الأزمات التي يقع فيها.

    ولا يزال المرء عالماً ما طلب العلم، فإن ظن أنه قد علم، فقد جهل؛ لذلك يجب أن لا نتوقف أبداً عن طلب العلم وأن نكون دائما في شوق لمعرفة المزيد حتى ننفع به أنفسنا ومجتمعنا ونساير به العالم والتطور التكنولوجي .